نصر حامد و معضلة تفسير النص
يطلق القرآن على الرسالة يدل اصطلاح "الرسالة" على وجود ما يريد المرسل إتصاله إلي
المستمع. و يتم إتصال ذلك عن طريق اللغة مناسبا
بنظام اللغة و قواعدها و الأشياء الأخرى المتعلقة باللغة. و يدلّ هذا
البيان علي أنّ القرآن رسالة تُنقّل بإستخدام اللغة و مكتوبة في النص الذي يكون
جزءا من الثقافة أو ملامسا بالثقافة. لا يمكن إتصال تركيب النص عن العناصر المحيطة
به و المساهمة في تشكيل التركيب بحيث لا يمكن إهمال عملية الديالكتيكا بين العناصر
المتنوعة.
قال نصر حامد
"هرمنيوطيقا في نفس الوقت مشكلة كلاسكية و كذالك هدفت إيجاد معنى النص من
خلال بعض الدلائل التاريخية و اللغوية مما تساعد فهم النص تجردا. و ذلك بمعنى أنّ
هذا الفهم يُشبِه بما فهم من فهم النص في حين ظهور النص لأول مرة. و يتم هذا الفهم
من خلال الجوانب اللغوية مما يتضمنها النص و يفهمها بعض الناس. و يدلّ ذلك علي
المفسر أخذ تفسيره يقوم علي الحقائق التاريخية و الجوانب اللغوية الحديثة. ليست
الهرمنيوطقا في إهتمامها بالصلة بين المفسر و النص مشكلة محددة عند التفكير
الغربي، بل مشكلة كونها خطيرة عند التراث العربية القديمة و الحديثة.
و إلي هذا قال نصر
في كتابه "إشكالية قراءة و أية التأويل" أنّ تفسير النص الديني (القرآن)
منذ ظهور التفسير وجود الإختلاف بين التفسير بالمثور و التفسير بالرأي. و إعتقد
نصر أن الأول هدف إيجاد معنى النص بطريقة الدليل التاريخي و اللغوي مما يساعد فهم النص
تجردا، أي يتم الفهم الذي يشبه ما فهمه من عاش حين ظهر النص لمرة أولى من خلال
الجوانب اللغوية المتنوعة التي يتضمنها النص و يفهمها بعض الناس. ويدلّ ذلك علي
المفسر أخذ تفسيره يقوم علي الحقائق التاريخية و الجوانب اللغوية. و إما الثاني،
إبتدأ المفسر تفسيره بتحديد موقفه الأصلي ثم يحاول إيجاد سند موقفه في النص.
بالإضافة إلي بداية التفسر من تحديد موقف المفسر الشخصي، فيميل التفسر الثاني
بإعتباره كتفسير شخصي. و ثكوّن مدعمو التفسير الأول علي فرقة أهل السنة و الجماعة
و فرقة السلف الصليح. تظهر بشكل العام أن الفرقتين ممتلئتان العظمة و الإحترام. و
ثم تكوّن مدعمو التفسير الثاني علي الفلاسفة المعتزلين والشيعين والصفيين. ويظهر
أنهم يُعتبرون إعتبارا سلبيا حتي يوجّهون التكفير و إحتراق كتبهم.
قال نصر أنّ كلتا
التفسيرين يمثلان الإتجاه المختلف من الصلة بين المفسر والنص. اهمل و فرّق الإتجاه
الأول كون المفسر لأنّ الإتجاه يهتم بالنص والحقائق التاريخية وجوانبه اللغوية. و
إما الأتجاه الثاني فلا يهمل مثل هذه الصلة ولكنه يأكّد مستوى التأكيد والعملية المتصارعة
بين الفروق و الميول التي تشكل هذا الإتجاه. و كانت
المحوار الثلاثة من عملية التفسير التي ما اطلق عليها ثلاثية هي المؤلّف والنص
والمفسر. بيّن أبو زيد أنها لا يمكن إتحاد العناصر ميكانيكيا. ذلك لأن الصلة بين
العناصر تمثّل القضية الحقيقية التي تحلّلها الهرمنيوطيقيا أو ما قال أبو زيد
باللغة العربية تأويلا. استخدم أبو زيد إصطلاح "تأويل" لتسهيل الفهم و
إجتناب سوء لفهم. و من ثم تكون الهرمنيوطيقا أساسا جديدا علي الصلة بين أنواع
العناصر.
لذلك، رأى أبو زيد
أن قضية النص هذه ستكون معقدة إذا كنّا نسأل الصلة بين العناصر الثلاثية و الواقع
في النص. وظهرت العمليتان من تلك العناصر هما التأليف و التفسير. و يزداد هذا
مستوي التعقيد كلما يزدهر النص حتي الوقت والواقع المختلفين من الوقت و الواقع عند
المفسر. بالإضافة إلي ذلك، إذا ينمو المؤلّف والمفسر في العصر المختلف الذي فيه
الواقعان المختلفان فلحلّ المشكلة رأى أبو زيد أنّ إحتياجا إلي قيامها علي استخدام
الهرمنيوطيقا كإقتراح مفهوم التأويل الجديد في مجال الفكرة الإسلامية.
Post a Comment for "نصر حامد و معضلة تفسير النص"