قضايا في إسلامية المعرفة: إصلاح التعليم لمعالجة أزمة الفكر والمنهجية
في القرن
السابع عشر، الغزي الفكي يمهد له الاستشراق وعمليات التنصير والإستعمر حتى إستطاع
هذا الغزو أن يأخذ مواقعه في عقول الكثيرين من أبناء هذه الأمة في قلوبهم
وأفهامهم. ولما قامت النهضة الغربية
الحديثة، وهبطت الأمة الإسلامية. وكان رأى الكفار والمستعمرون أن يعمقوا الهوة بين
المسلمين وبين مصادر الإسلام (القرآن والسنة)، فغيروا سائر أنظمة التعليم وبدلوا
كل مناهجه.
لا شك أن القضية
المسيطرة والمحورية اليوم هي قضية التربية ودورها في تهذيب الإنسان وبناء مجتمعه،
لأن التعليم له آثار كبير في مجتمع. فالغاية من التعليم هي تكوين الشخصيات
الإسلامية خاصة في بناء أخلاق الأمة الإسلامي. ولا ينافي أحد أن أساس
علة هذه الأمة هو في اعتلال فكر الأمة وفي منهجية فكر الأمة وما يترتب على ذلك من
اعتلال نظام التعليم السائد فيها قد كان من واضح عند التأمل والفحص، في فكرنا
التربوي المعاصر، علي صعيد النظر وعلي صعيد التطبيق ، أن العلمنة› قد نفذت إلي
تصميم نظامنا التعليمي.
من معلوم
أن الحالة تعليم في العالم الإسلامي في الوقت الحاضر في أسوأ حالاته. فعلى صعيد
اسلامية التعليم ومناهجه نجد المدارس والكليات والجامعات التقليدية منها
والعلمانية أجرأ من أي وقت مضى في الدعوة الى آرائها وأفكارها لإسلامية. فقد اتخذ
نظام التعليم العلماني اللاديني منذ إنشائه على يد الادارة المستعمارية مواقع
حساسة وابعادا مهمة على حساب النظام الإسلام وازاحته من الميدان.
بناء
على ذلك، إن أصعب مهمة تواجه الأمة الاسلامية هي أزمة الفكر والمعرفة الاسلامية
يعني إيجاد حل لمشلكلة التعليم. ولذلك نحتاج إلى الاصلاح تعليم لأن الزعامة
التربوية في العالم الاسلامي فقد اتسمت بالروح المادية وافتقرت الى الثقافة
اللازمة والهدف الواضح. لذلك لا بد أن يصحح نظامها وتقوم أخطاؤه. وبعد ذلك يجب أن
يكون النظام التعليمي نظاما واحدا ينبع من الروح الإسلامية ويعمل باعتباره وحدة
متكاملة مع برنامج الإسلامي. لذلك التعليم لا تتركز فقط على تلبية الحاجات الدنيوية والرغبات
المادية لطلبة، بل يجب أيضا أن يعطي للنظام التعليمي فيه قيم الإسلامي حتى أن تكون
سوى أضفاء الرؤية الاسلامية.
وبالإضافة
إلى ذلك، العديد من المفكرين الإصلاحية، أمثال الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا وابن عاشور الذين حاولوا تشخيص
الأزمة التي تعاني منها الأمة الإسلامية في القرنين السابقين. وركزت بعض الحركات
الإصلاحية على الجانب التربوي، وبعضها على الجانب السياسي، وأخرى على الجانب
العقدي. ولغاية هذا الاصلاح استهدفت بناء
الرؤية الإسلامية القرآنية، وتفعيل النظام المعرفي الإسلامي، وحققت إنجازات مقدرة.
وكان محمد طاهر ابن عاشور وقد
اهتم الشيخ الفاضل بشؤون إصلاح التعليم ومناهجه بجامع الزّتونة
الأعظم منذ شبابه الباكر وكتب كتاب المشهور "أليس الصبح بقريب".
على هذا
النحو، أن الخطوة لتحقيق الاصلاح والاسلامية هي توعية الأمة على الأزمة الفكرية. والتوعية
لا تقتصر على الخطاب المباشر لهم ولكن تمتد إلى تقديم البرامج والأدوات. كما أن
دور الأسرة في إصلاح التعليم مهم، وكذلك يجب على الأولاد وتشجيع أطفالهم على طلب
العلم.
Post a Comment for "قضايا في إسلامية المعرفة: إصلاح التعليم لمعالجة أزمة الفكر والمنهجية"